Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

وقف العالم صامتا بينما كنا نُذبح

par kaddour 28 Septembre 2015, 01:01 ميدل إيست آي الحرب على غزة المؤامرة على فلسطين المقالات المترجمة نون بوست آية بشير

وقف العالم صامتا بينما كنا نُذبح

  • 09 أغسطس 2014

 

آية بشير

حاصلة على درجة الماجستير في السياسات العالمية من كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، وهي عضو في لجنة مقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل التي مقرها غزة.

ترجمة وتحرير نون بوست

قبل أن تطلق إسرائيل هجومها الحالي على غزة، صرحت آييلت شاكيد، وهي عضو في الكنيست الإسرائيلي عن حزب البيت اليهودي، بأنها تدعو إلى إبادة جماعية للفلسطينيين في غزة، حيث قالت "يجب أن يرحلوا، يجب أن تُهدم منازل الثعابين تلك، فطالما بقيت على حالها ستنتج المزيد من الثعابين الصغيرة". للأسف، هذا الموقف ليس موقف أقلية يمينية متطرفة عنصرية من الساسة الإسرائيليين، مثل شاكيد أو ميري ريجيف أو موردخاي كيدار أو موشي فيجلين ومن على شاكلتهم، لكنه يجسد سياسة غالبية الساسة الإسرائيليين .. الصقور والحمائم، إن جميعهم يروننا .. نحن السكان وغالبيتنا من الأطفال .. مجرد ثعابين.

هذه الاستراتيجية ليست جديدة، فقد عرفناها منذ عقود طويلة من المجازر التي لا تنتهي، والتطهير العرقي المنهجي، وسبعة وأربعين عامًا من الاحتلال العسكري، وتطبيق لسياسات الفصل العنصري والتهجير القسري منذ 1948، وهذا كله سيستمر. صواريخ حماس لم تكن السبب في ذلك الخطاب، ولم تكن "الدروع البشرية" ولا الأنفاق، لقد كان الأمر دومًا متعلقًا بسيطرة إسرائيل على حياتنا، على الأرض والحدود، لقد كان ما يريده الإسرائيليون أن يقتلوا منا أعدادًا أكبر، ومع ذلك، فإن المجزرة أو المحرقة في غزة هي الأكثر شراسة من الفظائع التي شهدتها بنفسي.

الحقائق واضحة من استهداف متعمد وذبح وحشي للمدنيين، لقد أُبيدت أحياء بأكملها، هذا ما حدث في خزاعة والشجاعية وفي رفح، إن مشهد البيوت المدمرة أمر مروع، استُشهد 1875 فلسطينيُا على الأقل، بينهم أكثر من 450 طفلاُ حتى الآن، وأُصيب أكثر من 9667 آخرين

الأعداد تتزايد، وكثير من المصابين هم في حالة حرجة، وأعداد لا تُحصى من الأجساد يتم رفعها من تحت الأنقاض كل يوم، وفقًا للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، فإن هناك طفل أو امرأة قُتلا في كل ساعة منذ بدء الهجوم، واضطر أكثر من 70000 طفل للفرار من منازلهم التي دُمرت تمامًا أو أُلحقت بها أضرار جسيمة مما دفع منظمة "انقذوا الأطفال" Save The Children الأشهر بتسمية الهجوم "حرب مستمرة على الأطفال".

ومع ذلك، فإن كل تلك الإحصاءات لا تعني شيئًا ولم تكشف عن طبيعة الأوضاع هنا. اليوم، ذهبت إلى خان يونس (عبسان وخزاعة)، ورفح، كل شيء يفوق الوصف، لا أريد أن أعبر عن كل ما يعتمل داخلي في هذه اللحظة، لكني أود أن أسرد بعض ما شاهدت وسمعت، لقد أدركت أن الصورة تختلف كثيرًا عن الواقع، لقد أدركت أن الهروب من القنابل أسهل كثيرًا من المشي على الحطام.

الأطفال يبحثون خلال الحطام عن ملابسهم وكتبهم، من الصعب، ربما من المستحيل أن يعثر أحدهم على أي شيء، بل إنه من الصعب علي أن أقول إن هناك منزل كان هنا .. هل ضرب المنطقة زلزال؟ العديد من المباني متعددة الطوابق تم تسويتها بالأرض، تحولت المباني إلى قطع صغيرة، وهناك ثقوب في المنازل تبلغ أكثر من خمسة أمتار في عمق الأرض، كنت أسمع عن ثلاثة أمتار في الأخبار، لكن هذا لم أره، رجل يأخذ قيلولة فوق أنقاض ما كان منزله ومجموعة من النساء يتحدثون لممثلي منظمات دولية حول ظروف المعيشة التي يقاسونها هم وعائلاتهم، هناك أعداد كبيرة من المنازل تم حرقها بالكامل، كل شيء في داخل تلك المنازل أو خارجها تحول للون الأسود، قصف الإسرائيليون كل شيء، المدارس والمساجد والمستشفيات والعيادات، اقتُلعت أشجار الزيتون ومزروعات الخضروات قد ماتت في الأرض التي لم يستطع أحد أن يرويها لأكثر من شهر، كل شيء هنا يُدلك على أن هذا الخراب قد قام به مجرمو الحرب.

يعجب المرء عندما يرى تلك المناظر، أين كانت إنسانية الجنود؟! أين تركوها قبل دخولهم إلى غزة؟! لقد اقتحموا معظم منازل خزاعة، ألحقوا ضررًا كاملاً بكل شيء، لم يخرجوا من المنازل من أبوابها، لكنهم ثقبوا الجدران ليدخلوا من منزل إلى الذي يليه، كانوا يمزقون الأوراق ويكسرون الأجهزة، فقط من أجل التخريب.

أم أحمد هي مريضة بالسرطان، كانت قد أُجليت إلى منزل أبيها بعد قصف منزلها، تتحدث عن صعوبة الحصول على تصريح من الإسرائيليين للوصول إلى مستشفى في الضفة الغربية، وتتحدث عن فقدانها ليس فقط لمنزلها، لكن أيضًا لموعد علاجها العاجل!

وفاء، وهي أرملة معيلة لأسرتها، جاءت من المدرسة التي تقيم فيها لترى منزلها المدمر وألة الخياطة الخاصة بها التي تضررت تمامًا، تقول "أردت أن أعانق منزلي مرة أخيرة قبل أن يدمروه، لقد سددت ديوني بفضل ماكينة الخياطة تلك قبل عدة أيام، لكني الآن فقدت كل شيء".

وبينما يتحدث العالم الآن عن هدنة إنسانية، أو التزام بوقف إطلاق النار، لا تزال غزة تغرق في ظلام دامس. أكتب هذه الكلمات بينما طارق، أخي الذي يبلغ العاشرة من عمره، وأختي حنان التي لديها ستة عشر عامًا من العمر ينظران إلى السماء من شرفة منزلنا يتفحصانها في انتظار الطائرات، يتنافسان مع بعضهما حول ما إذا كانت أضواء السماء طائرات بلا طيار أم نجوم!

جدير بالذكر أن القصف الإسرائيلي استهدف محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة؛ وهذا أدى لتوقف كلي للطاقة في 29 يوليو

يقدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية أن غزة تستقبل فقط حوالي 64 ميغاوات من الكهرباء من إسرائيل و(حليفتها) مصر، وهو ما يعادل أقل من 18٪ مما تحتاجه غزة، حتى عندما نشغل مولدات الكهرباء للحصول على الطاقة لساعة واحدة في اليوم، نشعر بالحيرة حقًا، لا أعرف مثلاً أي الأشياء يجب أن يوضع أولوية قبل أن تنقطع الكهرباء مرة أخرى.

الأمر ذاته بالنسبة للمياه، هناك أكثر من 80٪ من آبار غزة لا تعمل؛ مما يعني أن قرابة 1.2 مليون شخص يفتقرون لخدمات المياه والصرف الصحي، محطة تحلية المياه في دير البلح حيث أعيش، تستمر في الانقطاع عن العمل بعد الضرر الذي لحق بها جراء القصف الجوي، كما استهدف الاحتلال خزان المياه الرئيسي في المدينة والذي يعود تاريخه إلى الستينات، ودمره تمامًا.

في هذا الواقع السيريالي، اختار العالم ألا يرى معاناتنا. في مؤتمر صحفي مشترك خلال الهجوم، عندما رفض نتنياهو وقف إطلاق النار، قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، داعما لإسرائيل "لا يمكن لبلد أن يقبل أن تمطر الصواريخ أراضيه، جميع البلدان والأطراف ملزمة بحماية مواطنيها". حسنا، لكن هل يمكن لأي دولة أن تقبل بأن تكون محتلة ومظلومة من العنصرية والتمييز والتطهير العرقي لأكثر من 66 عاما؟! لماذا لا توجد حماية أو التزام بتطبيق القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة عندما يتعلق الأمر بالشعب الفلسطيني؟!

حاليًا، ورغم الموقف الرسمي، إلا أننا نشهد شعورًا لا يُضاهى من التضامن والدعم العالمي على المستوى الشعبي من أجل غزة وفلسطين بشكل عام، هذا الدعم هو بالتأكيد أكثر صدقًا من جهود وقف إطلاق النار والبيانات الصحفية التي يقدمها المتحدثون الرسميون؛ ولذلك فإننا نعتقد في منظمتنا لمقاطعة إسرائيل BDS أن 2009 و2012 و2014 هي علامات فارقة لتكثيف أنشطتنا للحشد ضد الاحتلال الإسرائيلي.

ولذلك، وبينما نحتفل هذه الأيام بالذكرى السبعين لإلقاء القنابل الذرية على هيروشيما وناغازاكي، نحثكم على اتخاذ موقف لوقف القصف الوحشي الذي بدأ من جديد على قطاع غزة، ومن أجل هؤلاء الذين ذبحتهم إسرائيل، ومن أجل أطفالنا، ومن أجل مستقبل أفضل لنا جميعًا؛ يجب فرض حظر للأسلحة الآن، يجب أن يخرج الناس في استجابة لنداء منظمتنا للتظاهر اليوم السبت 9 أغسطس وطلب فرض عقوبات على إسرائيل .. نحن نرفض أن نعيش في جيتو معزول، نحن نرفض أن نموت في صمت، يمكنك أن تختار عدم الصمت وأن تشارك معنا اليوم في يوم غضب من أجل غزة.

المصدر: ميدل إيست آي

نقلا عن: نون بوست

 

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
commentaires

Haut de page