Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

رجل بلا خطة: الفلسطينيون لا يكرهون عباس، لكنهم ضاقوا به ذرعاً

par kaddour 22 Octobre 2015, 05:11 محمود عباس الفلسطينيين وليام بوث علاء الدين أبو زينة صحافة عالمية موقع الغد مقالات مترجمة

 

وليام بوث - (الواشنطن بوست) 9/10/2015

ترجمة: علاء الدين أبو زينة

رام الله، الضفة الغربية- من الصعب أن يكون المرء في مكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس في هذا الوقت: رئيساً بلا بلد -ولا تفويض شعبي، ولا الكثير من ملامح الخطة الواضحة.
الآن، يكافح رئيس السلطة الفلسطينية ليتمكن من القيادة، أو حتى لمجرد البقاء في السلطة فقط، بينما تتناقص شعبيته لدى مواطنيه، ويهاجمه الإسرائيليون بوصفه إما ضعيفاً أو مُحرِّضاً، فيما يتحول عنه أبناء شعبه، وخاصة الشباب، بسبب الإحباط وخيبة الأمل.
تهتز الضفة الغربية الآن بفعل زلزال من التظاهرات العنيفة، والهجمات اليومية بالسكاكين، والتي ينفذها مراهقون فلسطينيون يتصرفون من تلقاء أنفسهم على طريقة "الذئاب الوحيدة" ضد الإسرائيليين اليهود، تقابلها نيران قاتلة يطلقها الجنود الإسرائيليون على المحتجين الفلسطينيين، بما في ذلك الأطفال. وهناك أكثر من 1000 فلسطيني أصيبوا -حتى نشر هذا التقرير- في الاشتباكات مع الجنود الإسرائيليين. فيما قتل أربعة إسرائيليين وجُرح آخرون بالسكاكين والحجارة.
قبل أسبوع من تصاعد الاحتجاجات، كان عباس البالغ من العمر 80 عاماً قد عاد إلى رام الله من نيويورك؛ حيث احتفل بقرار الأمم المتحدة رفع علم "دولة فلسطين" في المنظمة الدولية. وكان ينبغي أن يكون ذلك الحدث انتصاراً، ولو أنه مجرد انتصار دبلوماسي صغير.
لكن أحداً في الوطن لا يهتم بذلك حقاً. وقال العديد من الفلسطينيين إن مسألة رفع العلم كانت مجرد لفتة رمزية، والتي لم تفعل أي شيء لإنهاء احتلال إسرائيل العسكري المتواصل منذ نحو 50 عاماً. ويقول رجب حمد، 27 عاماً، الذي يعمل في مهنة لحام الكهرباء: "كان رفع العلم شيئاً جيداً، لكنه لم يكن شيئاً أيضاً".
كان التصفيق والتهليل اللذين استُقبل بهما عباس لدى عودته إلى الوطن في مقر القيادة في رام الله، مستكملاً بالسجادة الحمراء، فاتراً ومن باب الواجب فقط. وكانت الحشود التي استقبلته قد جُلبت بالحافلات. وقال موظف في البلدية لصحيفة "الواشنطن بوست" إن حضوره هناك كان إلزامياً.
وقال حمزة سليمان، الذي يعمل رئيساً للطهاة في معطم في رام الله: "ما لا تفهمونه هو أنه لم يعد يهمنا من يكون الرئيس الفلسطيني بعد الآن. إن ما نريده هو النتائج ووضع نهاية لهذا الذل".
في الفترة الأخيرة، وجدت استطلاعات الرأي التي أجراها المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية أن ثلثي الجمهور الفلسطيني يريدون من عباس أن يستقيل. وهذا رقم مذهل بالنسبة لأي سياسي. ولم يعقد الفلسطينيون أي انتخابات رئاسية منذ العام 2005، ولذلك تعتمد شرعية عباس في جزء منها على هذا النوع من الاقتراعات.
وكشف الاستطلاع نفسه أن 8 من كل 10 فلسطينيين يعتقدون أن فرص قيام دولة فلسطينية ذات سيادة إلى جانب إسرائيل خلال السنوات الخمس المقبلة "ضئيلة جداً وتكاد تكون معدومة". كما قال عدد متزايد من الفلسطينيين أيضا إنهم يؤيدون خيار "المقاومة المسلحة" ضد إسرائيل.
يقول محمد رائد، وهو موزع لغاز البروبين المستخدم في الصناعة، مستخدماً كنية عباس الشعبية: "أبو مازن يصطف دائماً إلى جانب اليهود". ويشيد هو وعامل آخر بـ"العملية" التي زُعم أنها كانت من تنفيذ خلية مكونة من خمسة رجال تابعة لحماس، والتي نصبت كميناً وقتلت زوجين يهوديين على جانب الطريق أمام أطفالهما في الأسبوع قبل الماضي.
ويقول الرجال الفلسطينيون إن الضحية كان أحد كبار الجنرالات في الجيش الإسرائيلي. لكنهم مخطئون في ذلك. لقد كان حاخاماً. لكن أحد الرجال يقول بتبرم: "لكنه كان بالتأكيد أحد المستوطنين".
بسبب الأحداث الأخيرة، تمتلئ إسرائيل بالقلق من احتمال أن تكون انتفاضة شعبية فلسطينية ثالثة قيد التخمر الآن. وقد فعلت القيادة الإسرائيلية في الحقيقة أقل القليل لدعم عباس الذي تعهد باللاعنف، وأشرف على التنسيق الأمني غير المسبوق بين الشرطة الفلسطينية والقوات الإسرائيلية، وفقاً للقادة العسكريين الإسرائيليين.
مع ذلك، وصف الوزراء الاسرائيليون عباس بأنه "إرهابي في بدلة"، وسخروا منه ووصفوه بأنه ضعيف،  وبأنه "المحرض الأكبر"، وطالبوه بأن يوقف -أو أن يدين علناً على الأقل- عمليات إطلاق النار والهجمات بالسكاكين التي يشنها مهاجمون فلسطينيون، والتي قتلت أربعة إسرائيليين.
وحمل القادة الإسرائيليون عباس المسؤولية عن التوترات التي ارتفعت وتيرتها بحدة في الموقع الحيوي المقدس في مدينة القدس القديمة، المسجد الأقصى الذي يقدسه اليهود والمسلمون على حد سواء، المعروف عند اليهود باسم جبل الهيكل.
وفي هذا السياق، شن الرئيس الإسرائيلي روفين ريفلين يوم الأربعاء هجوماً على عباس، الذي قال الشهر الماضي إن الفلسطينيين لن يسمحوا لليهود بتدنيس الأقصى "بأقدامهم النجسة"، متحدثاً عن الإسرائيليين الذين يريدون فتح المكان للصلاة اليهودية، والذين يزورونه بمرافقة من القوات الإسرائيلية المسلحة. وأشاد عباس بالحراس المتطوعين للمسجد -المحظورين بموجب مرسوم إسرائيلي- والذين يحاولون وقف الزوار اليهود. وقال عباس: "(إنني) أحيي كل قطرة دم أريقت في القدس".
وعلى صعيد متصل، طالب مؤتمر رؤساء المنظمات الأميركية اليهودية الرئيسية، والذي انعقد يوم الخميس الماضي، بتحميل المسؤولية عن الأحداث الأخيرة لعباس والسلطة الفلسطينية. وقال قادة ذلك المؤتمر: "إننا نعلم أن عباس يستطيع أن يؤثر في الشارع الفلسطيني عندما يريد ذلك. ويجب أن يعني فشله في القيام بذلك قطع التمويل عنه وعزله إلى أن يتخذ خطوات ملموسة".
في الأيام الأخيرة، حاول عباس أن يسير على خيط رفيع، فعبر عن دعمه لـ"المقاومة الشعبية" للاحتلال الإسرائيلي -وهو ما يعني بشكل عام، التظاهرات التي غالباً ما تكون عنيفة- بينما أصر في الوقت نفسه على أن السلطة الفلسطينية لا تريد أن تشهد "عسكرة" للصراع، بمعنى المقاومة المسلحة والهجمات العنيفة التي تشنها الفصائل الفلسطينية.
على أرض الواقع، توجد لدى عباس قوة أمنية لا يُسمح لها بفرض القانون والنظام في 60 في المائة من الضفة الغربية أو في القدس الشرقية. كما أنه يعاني أيضاً من المعارضة وتقييد الحركة التي تفرضها عليه حركة حماس الإسلامية المتشددة، التي تسيطر على قطاع غزة والتي تصبح أكثر شعبية باطراد في الضفة الغربية، وتقوم بإذكاء التوترات هناك.
وفي تعليق لها على موقف عباس يوم الخميس الماضي، قالت عضو البرلمان الإسرائيلي، آنات بيركو، التي كانت قد خدمت في استخبارات الجيش الإسرائيلي: "لا أعتقد أن أبو مازن والسلطة الفلسطينية يريدان التصعيد". وأضافت: "في السابق كنا نرى الكثير من التحريض، أما الآن، فإن عباس يحاول تهدئة الأمور".
لكن العديد من الفلسطينيين لم يعودوا يتلقون التوجيهات من عباس بعد الآن. ويقول محمد بدران، 27 عاماً، والذي يعمل حلاقاً: "إنني أقول هذا كشخص مؤيد لأبو مازن. لم يعد أحد يعيره اهتماماً الآن".
ومن جهته، يقول خليل الشقاقي، خبير استطلاعات الرأي الفلسطيني البارز، إن عباس أصبح الآن في موقف صعب. ويضيف: "الناس أصبحوا غاضبين منه، لأنهم غاضبون من الوضع، والوضع لم يتغير".

 

*أسهم سفيان طه في إعداد هذا التقرير.
*نشر هذا التقرير تحت عنوان: Man without a plan: Palestinians don’t hate Abbas, but they’re tired of him

 

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
commentaires

Haut de page