Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

في أي ميناء سترسو سفينة قباطنة العدوان الاسرائيلي؟!

par kaddour 20 Octobre 2015, 19:31 د. أحمد سعد العدوان الاسرائيلي مقالات

 

 

في أي ميناء سترسو سفينة قباطنة العدوان الاسرائيلي؟!

 

د. أحمد سعد

 

عقلية الدبابات وممارساتها، سرطان اسرائيلي يهدد منطقتنا كلها

 

*وسنبقى نردد دائما ان الانقسامات الفلسطينية وغياب الوحدة الوطنية وتعطيل الدور المطلوب من منظمة التحرير الفلسطينية خنجر سام في قلب القضية الوطنية العليا، وان المستفيد الوحيد هو المحتل الاسرائيلي وانه لا مفر لمواجهة التحديات التآمرية من المصالحة الوطنية المتمسكة بثوابت الحقوق الوطنية وبـ : م.ت.ف وتفعيل دورها*

مرّ على تسونامي النكبة الفلسطينية وقيام اسرائيل على مساحة من الارض اكبر مما تضمنه قرار الامم المتحدة في السبعة والاربعين من القرن الماضي، ولم ينته الصراع حتى يومنا هذا. فالشعب الضحية، الشعب العربي الفلسطيني يرفض رفع علم الاستسلام الابيض والتنازل عن الثوابت الجوهرية لحقوقه الوطنية، حقه في تقرير المصير واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية استنادا الى قرارات الامم المتحدة والقانون الدولي.
ولتحقيق هدفه الاستراتيجي المركزي بالتحرر والدولة والعودة قدم الشعب العربي الفلسطيني تضحيات فوق طاقة البشر، قوافل من الشهداء والمشوهين والثكالى والاسرى وحياة الفقر وامتهان الكرامة الوطنية على ايدي جلاوزة الاحتلال الاسرائيلي وقطعان عصاباتهم من المستوطنين الفاشيين، وعلى ايدي العديد من انظمة الخمة والرجعية العربية ومن جلادي سياسة القهر القومي ضد  اقليتنا القومية العربية الفلسطينية في اسرائيل. 
ورغم المآسي الكارثية التي واجهها الشعب العربي الفلسطيني في مختلف اماكن تواجده فقد مد يده الطاهرة بعد الانتفاضة الفلسطينية الاولى لمصافحة اليد الاسرائيلية ولعقد رايات مصالحة تاريخية تنصف الشعب الفلسطيني باقامة دولة مستقلة قابلة للحياة والتطور على جزء من الحق الوطني الفلسطيني المطلق الذي استباحته مؤامرات الثلاثي الدنس – الصهيونية والامبريالية والرجعية العربية، دولة على (22%) من فلسطين التاريخية وعاصمتها القدس الشرقية وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين. وان يكون هذا الحل محورا لانسحاب اسرائيل من جميع المناطق العربية المحتلة منذ حزيران السبعة والستين وتطبيع العلاقات الاسرائيلية – العربية واخماد بؤرة التوتر في المنطقة.
هذا الموقف الفلسطيني الحكيم والصحيح كان عين العقل الذي رفع مستوى التضامن العالمي من مجاهيل الادغال الصهيونية وكأنه لا وجود لهذا الشعب حسب تصريح رئيسة الحكومة السابقة غولدا مئير الى اعتراف دولي واسع بحق اقامة دولة فلسطينية مستقلة بجانب اسرائيل بعد زوال الاحتلال الاستيطاني عن جميع المناطق المحتلة في السبعة والستين.
أحيانا يفكر الانسان الموضوعي بمواقف قادة وحكومات اسرائيل المتعاقبة والحلفاء في المنظمة الصهيونية العالمية والسند الامبريالي هل هم على درجة من الغباء ليفوّتوا فرصة تاريخية لانجاز تسوية عادلة اسرائيلية – فلسطينية تضمن الامن والاستقرار والسلام والتنمية الاقتصادية لجميع بلدان وشعوب المنطقة. ألم يستخلصوا العبر من فشلهم المتكرر في كسر ظهر الحق والكفاح والتمسك الفلسطيني بان لا يكونوا ابدا "هنود امريكا او افارقة نظام ابرتهايدي عنصري كما كان في جنوب افريقيا".
صحيح ان محطات الكفاح الفلسطيني العادل كانت مخضّبة بدماء الضحايا الفلسطينيين، ولكن الفلسطينيين كانوا دائما على استعداد لدفع الثمن حتى يبقى هذا الشعب واقفا بشموخ الصامدين فوق تراب الارض لا تحتها ولا تحت الركام. فعلى ماذا يفكر جلاوزة الاحتلال وعلى ماذا يراهنون، واين وفي أي ميناء سترسو سفينة قباطنة العدوان في نهاية المطاف؟

 

**على ماذا يراهنون؟

هل يراهنون على القوة العسكرية لشطب الشعب العربي من الخارطة الانسانية ومن التاريخ!
لقد تواجدت لديهم ظروف سياسية مثالية تضليلية ابان النكبة للتطهير العرقي وتهجير كل الشعب الفلسطيني الى اللجوء القسري خارج وطنهم. كان تفوقهم العسكري المدعوم من الانتداب البريطاني ومن الصهيونيين واضحا، كما انهم سياسيا استغلوا التغطية الدولية بصفتهم ضحايا، من ضحايا الهمجية النازية الهتلرية. كما ساهم في مساعدتهم تواطؤ بعض الانظمة والقوى الرجعية من عملاء الاستعمار والصهيونية. وبالطبع عدم جاهزية الشعب الفلسطيني وعيا وتنظيما وتسلحا لاخطر مؤامرة نسجت حبالها لاغتيال حق شعب في الوجود والتطور. وبرأينا ان الاستعمار الصهيوني اخطر واشرس من حيث الشكل من كل اشكال الاستعمار.
فالاستعمار التقليدي كان يستعمر بلدا بهدف نهب ثرواته وخيراته والاستيلاء على اسواقه، او الاستيطان على جزء من اراضيه ليضمن هيمنته السياسية والاقتصادية والاستراتيجية. ومع الوقت تحررت جميع البلدان من سيطرة هذه الاشكال من الاستعمار. اما الاستعمار الصهيوني فهو مثل السرطان يخترق الجسم حتى يقضي عليه، يحتل ارض شعب حتى يحل محله. ورغم كل ذلك فقد لجأت العدوانية الاسرائيلية الى نهج "حق القوة" وارتكاب المجازر بهدف حسم المعركة مع الشعب الفلسطيني عسكريا وبدعم بأحدث اسلحة التدمير والقتل الامريكية، ارتكبوا مجزرة صبرا وشاتيلا وهدم عشرات القرى في الجولان السوري المحتل ومجزرة قانا في لبنان ومجزرة كفر قاسم ضد جماهيرنا ومجزرة جنين المدينة والمخيم ونهب اكثر من اربعين في المئة من الاراضي واقامة المستوطنات عليها ومجزرة غزة الرهيبة اثناء حرب "الرصاص المصبوب" وقبلها حرب لبنان في 2006.
وحقيقة هي ان بقاء حوالي (160) الف فلسطيني متمسكا بتراب ارض الوطن يواجه التيار السلطوي ببطولة لاقتلاعه قد رسخ ورقة طابو الانتماء القومي الوطني العربي الفلسطيني لهذا الوطن الذي هم اهله الاصليون، فهذه الاقلية المناضلة والدمقراطية اصبحت حجر الزاوية في صيانة وحماية الحق الوطني الفلسطيني واللغة العربية والتراث الحضاري الانساني للشعب الفلسطيني ومنجلا في حلق ارباب سياسة التمييز القومي العنصرية.
يراهنون على عنصر الزمن وان الاجيال الصاعدة ستنسى هوية الانتماء الوطني، كما ان تضييق الخناق على حياة ومعيشة الفلسطينيين في مخيمات الشتات في بعض البلدان العربية وسد ابواب العمل في وجه الفلسطينيين قد ساهم ويساهم في مؤامرة التوطين. التهجير القسري عمليا الى السويد والدنمارك والنرويج وكندا واستراليا وامريكا وغيرها. والقضية الوطنية المغتصبة لا يسري عليها قانون التقادم الزمني، والفلسطينيون في كل مكان متمسكون بحقوق شعبهم الوطنية بالحرية والقدس العودة. وفي مختلف البلدان الاوروبية والآسيوية والامريكية والبريطانية والاسترالية يحافظ الفلسطينيون على كينونتهم وبيئتهم وعاداتهم ولغتهم وحياتهم الثقافية وينظمون مختلف النشاطات المتنوعة المتعلقة بفلسطين وبالتضامن مع الحقوق الشرعية الفلسطينية واقامة المعارض والندوات الثقافية والسياسية والاجتماعية.
يراهن المحتل الاسرائيلي واعداء الحقوق الوطنية الشرعية الفلسطينية على "الفرج"  العربي والفلسطيني ان تثمر الضغوط الامريكية – الاسرائيلية على الانظمة العربية "المعتدلة" التي تدور في فلك خدمة استراتيجية الهيمنة في المنطقة، انظمة مصر والسعودية وقطر والمغرب وغيرها، ان تثمر في تفعيل مكابس الضغط على السلطة الوطنية الفلسطينية وعلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس "لتليين" الموقف الفلسطيني باتجاه التنازل  عن بعض الثوابت الجوهرية للحقوق الشرعية الفلسطينية كشرط لاستئناف مفاوضات الحل الدائم الاسرائيلية – الفلسطينية. تطويع الموقف الفلسطيني من خلال سلسلة من المشاريع الامريكية – الاسرائيلية التي مدلول جميعها سياسيا الانتقاص من ثوابت الحقوق الوطنية الفلسطينية. لا اقل عن خمسة الى ستة مشاريع امريكية – اسرائيلية – خلال سنة من حكم ادارة الرئيس باراك اوباما. المشروع الاول اختزال كل القضية الفلسطينية في موضوع الاستيطان وليس الاحتلال الاستيطاني والحرية والاستقلال الفلسطيني.
وانه مقابل تجميد جميع اشكال الاستيطان الاحتلالي والتهويد في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة تعمل الدول العربية "المعتدلة" على بدء خطوات تطبيعية مع اسرائيل مثل فتح المجال الجوي السعودي وغيره امام الطيران الاسرائيلي الى الشرق الاقصى واقامة مكاتب مصالح اسرائيلية في عواصم البلدان العربية، وحكومة مكونة من قوى ممثلي الاستيطان وارض اسرائيل الكبرى، من اعتى قوى اليمين المتطرف برئاسة نتنياهو – ليبرمان – براك – يشاي، حكومة كهذه ايديولوجيا وسياسيا وديماغوغيا ترفض التجميد او الانسحاب من أي شبر عربي محتل. ورفضت حكومة نتنياهو مشروع اوباما وتحت ضغط اللوبي الصهيوني واليمين المحافظ الامريكي تراجع اوباما وايد المشروع الاسرائيلي الانتقائي باخراج القدس الشرقية وكتل الاستيطان من التجميد، وما تبقى يخضع للتجميد لمدة عشرة اشهر او حتى ستة اشهر، ورفض الفلسطينيون هذا المشروع الذي يصادر الحق السياسي للسيادة الفلسطينية على القدس الشرقية وعلى كتل الاستيطان ويرفض تحديد مرجعية للاستيطان، وظهر مشروع آخر امريكي – اسرائيلي بالتفاوض المرحلي التدريجي حول الحدود السياسية اولا، حسنا ولكن ماذا عن النشاط الاستيطاني وتهويد القدس والمرجعية السياسية. وعادوا الى الاحداث العتيقة الى تعهدات بوش لشارون من شهر نيسان الفين واربعة، الذي يضمن لاسرائيل دعما امريكيا يضم القدس الشرقية وكتل الاستيطان اليها واتمام بناء الجدار العنصري كحدود سياسية والتنكر المطلق لحق عودة اللاجئين ويكون الكيان الفلسطيني الذي سيقوم بمثابة دولة بحدود مؤقتة. وآخر المشاريع الضغط على الفلسطينيين لقبول نهج المفاوضات غير المباشرة عبر الادارة الامريكية مع وساطة تركية. وهذا مشروع تآمري خطير ينسف الحق الفلسطيني الحق بتحرر وطني من نير الاحتلال ويعفي اسرائيل عمليا من أي التزام في موضوع الاستيطان والتهويد والحصار الاقتصادي – التجويعي على قطاع غزة.
سنبقى نردد دائما ان الانقسامات الفلسطينية وغياب الوحدة الوطنية وتعطيل الدور المطلوب من منظمة التحرير الفلسطينية خنجر سام في قلب القضية الوطنية العليا، وان المستفيد الوحيد هو المحتل الاسرائيلي وانه لا مفر لمواجهة التحديات التآمرية من المصالحة الوطنية المتمسكة بثوابت الحقوق الوطنية وبـ : م.ت.ف وتفعيل دورها. ولا نستبعد ان تقوم حكومة الكوارث اليمينية في ظل ازمتها والجمود السياسي بمغامرة عسكرية في المنطقة.

 

نقلا عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة

السبت 13/2/2010
 

 

في أي ميناء سترسو سفينة قباطنة العدوان الاسرائيلي؟!

 

د. أحمد سعد

 

عقلية الدبابات وممارساتها، سرطان اسرائيلي يهدد منطقتنا كلها

 

*وسنبقى نردد دائما ان الانقسامات الفلسطينية وغياب الوحدة الوطنية وتعطيل الدور المطلوب من منظمة التحرير الفلسطينية خنجر سام في قلب القضية الوطنية العليا، وان المستفيد الوحيد هو المحتل الاسرائيلي وانه لا مفر لمواجهة التحديات التآمرية من المصالحة الوطنية المتمسكة بثوابت الحقوق الوطنية وبـ : م.ت.ف وتفعيل دورها*

مرّ على تسونامي النكبة الفلسطينية وقيام اسرائيل على مساحة من الارض اكبر مما تضمنه قرار الامم المتحدة في السبعة والاربعين من القرن الماضي، ولم ينته الصراع حتى يومنا هذا. فالشعب الضحية، الشعب العربي الفلسطيني يرفض رفع علم الاستسلام الابيض والتنازل عن الثوابت الجوهرية لحقوقه الوطنية، حقه في تقرير المصير واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية استنادا الى قرارات الامم المتحدة والقانون الدولي.
ولتحقيق هدفه الاستراتيجي المركزي بالتحرر والدولة والعودة قدم الشعب العربي الفلسطيني تضحيات فوق طاقة البشر، قوافل من الشهداء والمشوهين والثكالى والاسرى وحياة الفقر وامتهان الكرامة الوطنية على ايدي جلاوزة الاحتلال الاسرائيلي وقطعان عصاباتهم من المستوطنين الفاشيين، وعلى ايدي العديد من انظمة الخمة والرجعية العربية ومن جلادي سياسة القهر القومي ضد  اقليتنا القومية العربية الفلسطينية في اسرائيل. 
ورغم المآسي الكارثية التي واجهها الشعب العربي الفلسطيني في مختلف اماكن تواجده فقد مد يده الطاهرة بعد الانتفاضة الفلسطينية الاولى لمصافحة اليد الاسرائيلية ولعقد رايات مصالحة تاريخية تنصف الشعب الفلسطيني باقامة دولة مستقلة قابلة للحياة والتطور على جزء من الحق الوطني الفلسطيني المطلق الذي استباحته مؤامرات الثلاثي الدنس – الصهيونية والامبريالية والرجعية العربية، دولة على (22%) من فلسطين التاريخية وعاصمتها القدس الشرقية وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين. وان يكون هذا الحل محورا لانسحاب اسرائيل من جميع المناطق العربية المحتلة منذ حزيران السبعة والستين وتطبيع العلاقات الاسرائيلية – العربية واخماد بؤرة التوتر في المنطقة.
هذا الموقف الفلسطيني الحكيم والصحيح كان عين العقل الذي رفع مستوى التضامن العالمي من مجاهيل الادغال الصهيونية وكأنه لا وجود لهذا الشعب حسب تصريح رئيسة الحكومة السابقة غولدا مئير الى اعتراف دولي واسع بحق اقامة دولة فلسطينية مستقلة بجانب اسرائيل بعد زوال الاحتلال الاستيطاني عن جميع المناطق المحتلة في السبعة والستين.
أحيانا يفكر الانسان الموضوعي بمواقف قادة وحكومات اسرائيل المتعاقبة والحلفاء في المنظمة الصهيونية العالمية والسند الامبريالي هل هم على درجة من الغباء ليفوّتوا فرصة تاريخية لانجاز تسوية عادلة اسرائيلية – فلسطينية تضمن الامن والاستقرار والسلام والتنمية الاقتصادية لجميع بلدان وشعوب المنطقة. ألم يستخلصوا العبر من فشلهم المتكرر في كسر ظهر الحق والكفاح والتمسك الفلسطيني بان لا يكونوا ابدا "هنود امريكا او افارقة نظام ابرتهايدي عنصري كما كان في جنوب افريقيا".
صحيح ان محطات الكفاح الفلسطيني العادل كانت مخضّبة بدماء الضحايا الفلسطينيين، ولكن الفلسطينيين كانوا دائما على استعداد لدفع الثمن حتى يبقى هذا الشعب واقفا بشموخ الصامدين فوق تراب الارض لا تحتها ولا تحت الركام. فعلى ماذا يفكر جلاوزة الاحتلال وعلى ماذا يراهنون، واين وفي أي ميناء سترسو سفينة قباطنة العدوان في نهاية المطاف؟

 

**على ماذا يراهنون؟

هل يراهنون على القوة العسكرية لشطب الشعب العربي من الخارطة الانسانية ومن التاريخ!
لقد تواجدت لديهم ظروف سياسية مثالية تضليلية ابان النكبة للتطهير العرقي وتهجير كل الشعب الفلسطيني الى اللجوء القسري خارج وطنهم. كان تفوقهم العسكري المدعوم من الانتداب البريطاني ومن الصهيونيين واضحا، كما انهم سياسيا استغلوا التغطية الدولية بصفتهم ضحايا، من ضحايا الهمجية النازية الهتلرية. كما ساهم في مساعدتهم تواطؤ بعض الانظمة والقوى الرجعية من عملاء الاستعمار والصهيونية. وبالطبع عدم جاهزية الشعب الفلسطيني وعيا وتنظيما وتسلحا لاخطر مؤامرة نسجت حبالها لاغتيال حق شعب في الوجود والتطور. وبرأينا ان الاستعمار الصهيوني اخطر واشرس من حيث الشكل من كل اشكال الاستعمار.
فالاستعمار التقليدي كان يستعمر بلدا بهدف نهب ثرواته وخيراته والاستيلاء على اسواقه، او الاستيطان على جزء من اراضيه ليضمن هيمنته السياسية والاقتصادية والاستراتيجية. ومع الوقت تحررت جميع البلدان من سيطرة هذه الاشكال من الاستعمار. اما الاستعمار الصهيوني فهو مثل السرطان يخترق الجسم حتى يقضي عليه، يحتل ارض شعب حتى يحل محله. ورغم كل ذلك فقد لجأت العدوانية الاسرائيلية الى نهج "حق القوة" وارتكاب المجازر بهدف حسم المعركة مع الشعب الفلسطيني عسكريا وبدعم بأحدث اسلحة التدمير والقتل الامريكية، ارتكبوا مجزرة صبرا وشاتيلا وهدم عشرات القرى في الجولان السوري المحتل ومجزرة قانا في لبنان ومجزرة كفر قاسم ضد جماهيرنا ومجزرة جنين المدينة والمخيم ونهب اكثر من اربعين في المئة من الاراضي واقامة المستوطنات عليها ومجزرة غزة الرهيبة اثناء حرب "الرصاص المصبوب" وقبلها حرب لبنان في 2006.
وحقيقة هي ان بقاء حوالي (160) الف فلسطيني متمسكا بتراب ارض الوطن يواجه التيار السلطوي ببطولة لاقتلاعه قد رسخ ورقة طابو الانتماء القومي الوطني العربي الفلسطيني لهذا الوطن الذي هم اهله الاصليون، فهذه الاقلية المناضلة والدمقراطية اصبحت حجر الزاوية في صيانة وحماية الحق الوطني الفلسطيني واللغة العربية والتراث الحضاري الانساني للشعب الفلسطيني ومنجلا في حلق ارباب سياسة التمييز القومي العنصرية.
يراهنون على عنصر الزمن وان الاجيال الصاعدة ستنسى هوية الانتماء الوطني، كما ان تضييق الخناق على حياة ومعيشة الفلسطينيين في مخيمات الشتات في بعض البلدان العربية وسد ابواب العمل في وجه الفلسطينيين قد ساهم ويساهم في مؤامرة التوطين. التهجير القسري عمليا الى السويد والدنمارك والنرويج وكندا واستراليا وامريكا وغيرها. والقضية الوطنية المغتصبة لا يسري عليها قانون التقادم الزمني، والفلسطينيون في كل مكان متمسكون بحقوق شعبهم الوطنية بالحرية والقدس العودة. وفي مختلف البلدان الاوروبية والآسيوية والامريكية والبريطانية والاسترالية يحافظ الفلسطينيون على كينونتهم وبيئتهم وعاداتهم ولغتهم وحياتهم الثقافية وينظمون مختلف النشاطات المتنوعة المتعلقة بفلسطين وبالتضامن مع الحقوق الشرعية الفلسطينية واقامة المعارض والندوات الثقافية والسياسية والاجتماعية.
يراهن المحتل الاسرائيلي واعداء الحقوق الوطنية الشرعية الفلسطينية على "الفرج"  العربي والفلسطيني ان تثمر الضغوط الامريكية – الاسرائيلية على الانظمة العربية "المعتدلة" التي تدور في فلك خدمة استراتيجية الهيمنة في المنطقة، انظمة مصر والسعودية وقطر والمغرب وغيرها، ان تثمر في تفعيل مكابس الضغط على السلطة الوطنية الفلسطينية وعلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس "لتليين" الموقف الفلسطيني باتجاه التنازل  عن بعض الثوابت الجوهرية للحقوق الشرعية الفلسطينية كشرط لاستئناف مفاوضات الحل الدائم الاسرائيلية – الفلسطينية. تطويع الموقف الفلسطيني من خلال سلسلة من المشاريع الامريكية – الاسرائيلية التي مدلول جميعها سياسيا الانتقاص من ثوابت الحقوق الوطنية الفلسطينية. لا اقل عن خمسة الى ستة مشاريع امريكية – اسرائيلية – خلال سنة من حكم ادارة الرئيس باراك اوباما. المشروع الاول اختزال كل القضية الفلسطينية في موضوع الاستيطان وليس الاحتلال الاستيطاني والحرية والاستقلال الفلسطيني.
وانه مقابل تجميد جميع اشكال الاستيطان الاحتلالي والتهويد في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة تعمل الدول العربية "المعتدلة" على بدء خطوات تطبيعية مع اسرائيل مثل فتح المجال الجوي السعودي وغيره امام الطيران الاسرائيلي الى الشرق الاقصى واقامة مكاتب مصالح اسرائيلية في عواصم البلدان العربية، وحكومة مكونة من قوى ممثلي الاستيطان وارض اسرائيل الكبرى، من اعتى قوى اليمين المتطرف برئاسة نتنياهو – ليبرمان – براك – يشاي، حكومة كهذه ايديولوجيا وسياسيا وديماغوغيا ترفض التجميد او الانسحاب من أي شبر عربي محتل. ورفضت حكومة نتنياهو مشروع اوباما وتحت ضغط اللوبي الصهيوني واليمين المحافظ الامريكي تراجع اوباما وايد المشروع الاسرائيلي الانتقائي باخراج القدس الشرقية وكتل الاستيطان من التجميد، وما تبقى يخضع للتجميد لمدة عشرة اشهر او حتى ستة اشهر، ورفض الفلسطينيون هذا المشروع الذي يصادر الحق السياسي للسيادة الفلسطينية على القدس الشرقية وعلى كتل الاستيطان ويرفض تحديد مرجعية للاستيطان، وظهر مشروع آخر امريكي – اسرائيلي بالتفاوض المرحلي التدريجي حول الحدود السياسية اولا، حسنا ولكن ماذا عن النشاط الاستيطاني وتهويد القدس والمرجعية السياسية. وعادوا الى الاحداث العتيقة الى تعهدات بوش لشارون من شهر نيسان الفين واربعة، الذي يضمن لاسرائيل دعما امريكيا يضم القدس الشرقية وكتل الاستيطان اليها واتمام بناء الجدار العنصري كحدود سياسية والتنكر المطلق لحق عودة اللاجئين ويكون الكيان الفلسطيني الذي سيقوم بمثابة دولة بحدود مؤقتة. وآخر المشاريع الضغط على الفلسطينيين لقبول نهج المفاوضات غير المباشرة عبر الادارة الامريكية مع وساطة تركية. وهذا مشروع تآمري خطير ينسف الحق الفلسطيني الحق بتحرر وطني من نير الاحتلال ويعفي اسرائيل عمليا من أي التزام في موضوع الاستيطان والتهويد والحصار الاقتصادي – التجويعي على قطاع غزة.
سنبقى نردد دائما ان الانقسامات الفلسطينية وغياب الوحدة الوطنية وتعطيل الدور المطلوب من منظمة التحرير الفلسطينية خنجر سام في قلب القضية الوطنية العليا، وان المستفيد الوحيد هو المحتل الاسرائيلي وانه لا مفر لمواجهة التحديات التآمرية من المصالحة الوطنية المتمسكة بثوابت الحقوق الوطنية وبـ : م.ت.ف وتفعيل دورها. ولا نستبعد ان تقوم حكومة الكوارث اليمينية في ظل ازمتها والجمود السياسي بمغامرة عسكرية في المنطقة.

السبت 13/2/2010
 
 
 
 
 

 

 
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
commentaires

Haut de page