Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

إلى أين تقود سياسة البلطجة العدوانية الاسرائيلية!!

par kaddour 20 Octobre 2015, 19:57 د. أحمد سعد سياسة عدوانية مقالات

 

إلى أين تقود سياسة البلطجة العدوانية الاسرائيلية!!

 

د. أحمد سعد

 

في مطلع هذا الاسبوع توجه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وكذلك وزير "الامن" ايهود براك، الملاحَق بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين والانسانية في قطاع غزة وغيرها، في زيارة الى واشنطن. والهدف الاساسي المعلن لهذه الزيارة هو المشاركة في المؤتمر السنوي "للفدرالية اليهودية" التي تضم مختلف التنظيمات والمنظمات والجمعيات الصهيونية واليهودية. والمشاركة الرسمية الاسرائيلية، من رئيس وزراء ونازل، ترمز الى العلاقة الجدلية الوطيدة بين الفدرالية اليهودية وواجهتها اللوبي الصهيوني اليهودي الامريكي، وبين السياسة العدوانية الاسرائيلية الممارسة ومع التحالف الاستراتيجي الامريكي – الاسرائيلي الصهيوني. ولهذا ليس من وليد الصدفة ان رئيس الفدرالية اليهودية الامريكية هو الملياردير الاسرائيلي اليهودي من اصل روسي ليونيد نيفولين.
وقد تزامن موعد زيارة نتنياهو الى واشنطن في وقت اصبحت فيه العملية السياسية ومصير المفاوضات الاسرائيلية – الفلسطينية، وحتى مصير السلطة الفلسطينية مثل ريشة في مهب الريح. فالموقف الرفضي البلطجي العدواني الاسرائيلي الذي تنكّر وادار ظهره لاستحقاقات استئناف المفاوضات مع الطرف الفلسطيني، تنكّر لاستحقاقات خارطة الطريق بوقف جميع اشكال الاستيطان وباشتراط ان تستأنف المفاوضات من نقطة الصفر، هذا الموقف المسنود من ادارة اوباما الامريكية قد اوصل العملية السياسية الى الطريق المسدود واصدر عمليا "شهادة وفاة" تجنّز وتدفن الامل لانجازتسوية سلمية تحقن دماء الصراع وتضمن الامن والاستقرار في المنطقة. فالتعنّت الاسرائيلي الاحتلالي من جهة وتراجع الادارة الامريكية عن موقفها الاول وكأنه موقف متوازن "وعادت حليمة الى عادتها القديمة"، عادت ادارة اوباما الى تبني الموقف الاستراتيجي الامريكي الرسمي المنحاز الى جانب دعم العدوانية الاسرائيلية، كل ذلك كان عاملا اساسيا ودافعا اساسيا لاقناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان النهج الذي تبناه بالاعتماد على حسن نية المحتل وعلى وضع تسعة وتسعين في المئة من اوراق الحل بأيدي امريكا وتسليم الادارة الامريكية رسن قيادة ورعاية العملية السياسية، هذا النهج اثبت فشله واوصل العملية السياسية الى الطريق المسدود. خطأ الرئيس محمود عباس الذي لا اشك شخصيا بوطنيته وبصدق تمسكه بثوابت الحقوق الوطنية الفلسطينية، بالدولة والقدس والعودة، انه بنى سياسته على مبادئ وتكتيك يختلفان عن مبادئ وتكتيك الرئيس الراحل خالد الذكر ياسر عرفات، سياسة اشبه ما تكون من حيث تكتيكها بسياسة السادات مع فارق كبير بين خيانة السادات ووطنية محمود عباس، فقد اعتقد وآمن الرئيس محمود عباس انه اذا تصرفت السلطة الفلسطينية جيدا واخمدت انفاس المقاومة المسلحة مؤقتا وحصلت بناء على ذلك على "شهادة حسن سلوك" من المحتل الاسرائيلي والادارة الامريكية، فان الطرف الاسرائيلي – الامريكي سيتفهم الحقوق الوطنية الفلسطينية ويوافق على زوال الاحتلال الاسرائيلي الاستيطاني ويوافق على اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وضمان حق العودة!!
فشل نهج احتمال قطف الدبس من قفا النمس، على نهج مفاوضات برعاية امريكية تفرغ الحقوق الوطنية الفلسطينية من مضمونها كان احد الاسباب المركزية لاعلان محمود عباس عن عدم ترشحه لانتخابات الرئاسة في شهر يناير الفين وعشرة. ولكن هذا ليس السبب الوحيد، فمكانة ابو مازن ضعفت جماهيريا بين اوساط الشعب الفلسطيني بعد الطلب من الوفد الفلسطيني في لجنة غولدستون في جنيف العمل على تأجيل التصويت وعدم نقل التقرير الى مجلس الامن الدولي، الموقف الذي صُحّح وعُدّل فيما بعد، اضف الى ذلك المصاعب التي تضعها حالة الانقسام منذ انقلاب حماس غير الشرعي والسيطرة على قطاع غزة ونشوء سلطتين عمليا واحدة في رام الله واخرى في غزة.
لقد اوجد هذا الوضع فراغا سياسيا ينذر بمخاطر جدية. واصبحت السلطة الفلسطينية والعملية السياسية ومصيرهما في مهب الريح. وشعب قوافل الشهداء والمعاناة ومواجهة مجازر وجرائم المحتلين لن يعدم بلورة وصياغة وسائل مقاومة الاحتلال، رص صفوف المقاومة الشعبية السلمية بأوسع وحدة صف كفاحية، وشعب فجر الانتفاضات التحررية لن يتورع دفاعا عن حقه في الحرية والاستقلال من تفجير انتفاضة ثالثة.
لقد اكدنا دائما ان التحالف الاستراتيجي الاسرائيلي – الامريكي كان معنيا ان يبقى الرئيس الفلسطيني ضعيفا وان تهتز هويته الوطنية باظهاره وكأنه دمية او وكيل في خدمة المخطط الاستراتيجي الامريكي المدعوم من بعض انظمة الدواجن العربية، ولم يقدموا ما يساعدونه به من خلال انجاز الحقوق الوطنية الفلسطينية.
واليوم يحاول التحالف الاستراتيجي الاسرائيلي – الامريكي "لدغ المؤمن من جحر مرتين"، استمالة الرئيس الفلسطيني للعودة الى طاولة استئناف المفاوضات مع اسرائيل ومن خلال اغداق وعود لا تسمن ولا تغني عن جوع.

 

** مسرحية نتنياهو اوباما:

 

قبل الزيارة الحالية لرئيس الحكومة نتنياهو الى واشنطن بعدة اسابيع انطلقت وسائل الاعلام التضليلي الحكومي الاسرائيلي والصهيوني الامريكي باخراج مسرحية درامية ديماغوغية حول هذه الزيارة.
كان الفصل الاول من هذه المسرحية انه ليس في برنامج اوباما لقاء نتنياهو والتباحث معه ابان مؤتمر الفدرالية اليهودية. وفي الفصل الثاني ان اوباما سيلقي خطابه بعد يوم من خطاب نتنياهو. وخلق الانطباع بان تهرب اوباما من لقاء نتنياهو جاء احتجاجا على مواقف حكومة نتنياهو من الاستيطان والمفاوضات! وبعد تشغيل مكابس ضغط اللوبي الصهيوني الامريكي وبخطوة وقحة وغير دبلوماسية غيروا البرنامج بشكل يخطب فيه نتنياهو واوباما في نفس اليوم دون اعلام اوباما بذلك، واخيرا تم اللقاء بين الاثنين مصحوبا بأكاذيب تضليلية "ان ادارة اوباما قد اثبتت مرة اخرى ان واشنطن لا تقدم وجبات مجانية"!!
وحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" يوم 9-11-2009" ان تردد اوباما في لقاء نتنياهو استهدف الضغط على مواقفه، وانه طلب من نتنياهو ان يتضمن خطابه في مؤتمر الفدرالية اليهودية دعما واضحا لفكرة الدولتين للشعبين، خاصة واننا نعيش في مرحلة لا يمكن الانتظار من خلالها لشيء ما ولتقديم لا شيء في المقابل"!! وفي خطابه امام المؤتمرين في فندق "ماريوت" في واشنطن عبر نتنياهو عن تأييده لحل الدولتين والبدء بمفاوضات بدون شروط مسبقة، وانه مستعد "لتنازلات كثيرة من اجل السلام"!! وما هي التنازلات الكثيرة التي يتحدث عنها نتنياهو. فحسب ما تم الاتفاق عليه مع المسؤولين الامريكيين فقد طلب من نتنياهو القيام بخطوات تساعد الرئيس محمود عباس للمحافظة عليه مثل اطلاق سراح اسرى فلسطينيين من حركة "فتح" وازالة بعض حواجز المعاناة لتسهيل حركة المرور في الضفة الغربية المحتلة. ولكن ماذا بالنسبة للقضايا الجوهرية، للموقف من ثوابت الحقوق الوطنية الفلسطينية غير القابلة للتصرف مثل حدود الدولة الفلسطينية العتيدة، الموقف من القدس الشرقية ومن حق العودة للاجئين الفلسطينيين.
في خطابه امام المؤتمرين قال نتنياهو "ان هدفي هو تحقيق سلام دائم مع الفلسطينيين لكن القدس ستبقى عاصمة اسرائيل الابدية". فمن حيث المدلول السياسي فان هذا يعني مصادرة الحق الوطني والشرعي للسيادة الفلسطينية الاقليمية والسياسية على القدس الشرقية عاصمة دولتهم العتيدة، كما يعني مواصلة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بمسابقة الزمن في تهويد القدس الشرقية جغرافيا وديموغرافيا، مواصلة التطهير العرقي والترانسفير ضد اهالي القدس واصحابها من العرب الفلسطينيين. كما اكد في خطابه انه على استعداد لتقديم تنازلات كبيرة من اجل السلام "لكن شيئا واحدا لن اساوم او اتنازل عنه مطلقا هو امن اسرائيل" نتنياهو احد قواريط ارض اسرائيل الكبرى، فان للامن لديه مفهوما كولونياليا. ويقصد من وراء هذا الموقف ان يكون أي كيان فلسطيني سيقوم مفروزا من السلاح لضمان الامن الاسرائيلي والاصح ليبقى هذا الكيان الهش تحت رحمة وسلبطة التهديدات الاسرائيلية. كما يدخل في مفهوم الامن تحويل جدار الضم والعزل العنصري الى حدود اسرائيل السياسية مع الكيان الفلسطيني وضم الكتل الاستيطانية الى اسرائيل. كما يدخل في حماية الامن الاسرائيلي اشتراط يهودية الدولة على الطرف الفلسطيني لصيانة اسرائيل وتطهيرها عرقيا بالتخلص من "الغوييم العربوشيم" في اطار تنقية البيئة! 
ان نتنياهو لم يذكر في خطابه الموقف من الاستيطان والنشاط الاستيطاني، ولكنه اكد لمقربيه في واشنطن (انظر "يديعوت احرونوت" 10-11-2009" خلال الستة عشر عاما الاخيرة لم يطرح طلب تجميد البناء كشرط للدخول في المفاوضات، ولم يكن هناك استعداد اسرائيلي لكبح جماح البناء الاستيطاني قبل الدخول في مفاوضات" وعمليا شرط نتنياهو باقامة دولة فلسطينية بحدود مؤقتة معناه ترك الحبل على الغارب في ايدي المحتل الاسرائيلي لفرض سياسة الامر الواقع في المجال الاستيطاني، مواصلة توسيع وتكثيف النشاط الاستيطاني.
كما ان اشتراط بدء استئناف المفاوضات من نقطة الصفر وليس من النقطة التي انتهت اليها المفاوضات مع حكومة اولمرت السابقة يعكس حقيقة محاولة العودة الى مفاوضات "طحن الماء" التي اوصلت حتى اليوم الى الطريق المسدود. اما بالنسبة لحق العودة للاجئين الفلسطينيين فان هذا الموضوع غير مطروح على اجندة حكومة الاحتلال والجرائم من منطلق الرفض المطلق لحق العودة للاجئين الى مسقط رأس الآباء والاجداد.
إننا لا ننتظر ان يعود نتنياهو من ضيافة المنظمات الصهيونية واوباما حاملا معه حمامة السلام او أي بوادر تبعث على التفاؤل. ولهذا، فالقضية وسبل معالجتها لمواجهة التحدي الاسرائيلي – الامريكي تبقى بأيدي الشعب العربي الفلسطيني وفصائله الوطنية. وكل ما نتمناه كأبناء لهذا الشعب المنكوب بجرائم الاعداء المحتلين وظلم ذوي القربى ان ينهض من تحت الركام وبقوة كما عوّد العالم اجمع، متغلبا على انقساماته ومشاكله وصاقلا وحدته الكفاحية المتمسكة بثوابت حقوقه الوطنية لمواصلة كفاحه العادل من اجل التحرر والدولة والقدس والعودة.

 

نقلا عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة

 

إلى أين تقود سياسة البلطجة العدوانية الاسرائيلية!!

 

د. أحمد سعد

 

في مطلع هذا الاسبوع توجه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وكذلك وزير "الامن" ايهود براك، الملاحَق بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين والانسانية في قطاع غزة وغيرها، في زيارة الى واشنطن. والهدف الاساسي المعلن لهذه الزيارة هو المشاركة في المؤتمر السنوي "للفدرالية اليهودية" التي تضم مختلف التنظيمات والمنظمات والجمعيات الصهيونية واليهودية. والمشاركة الرسمية الاسرائيلية، من رئيس وزراء ونازل، ترمز الى العلاقة الجدلية الوطيدة بين الفدرالية اليهودية وواجهتها اللوبي الصهيوني اليهودي الامريكي، وبين السياسة العدوانية الاسرائيلية الممارسة ومع التحالف الاستراتيجي الامريكي – الاسرائيلي الصهيوني. ولهذا ليس من وليد الصدفة ان رئيس الفدرالية اليهودية الامريكية هو الملياردير الاسرائيلي اليهودي من اصل روسي ليونيد نيفولين.
وقد تزامن موعد زيارة نتنياهو الى واشنطن في وقت اصبحت فيه العملية السياسية ومصير المفاوضات الاسرائيلية – الفلسطينية، وحتى مصير السلطة الفلسطينية مثل ريشة في مهب الريح. فالموقف الرفضي البلطجي العدواني الاسرائيلي الذي تنكّر وادار ظهره لاستحقاقات استئناف المفاوضات مع الطرف الفلسطيني، تنكّر لاستحقاقات خارطة الطريق بوقف جميع اشكال الاستيطان وباشتراط ان تستأنف المفاوضات من نقطة الصفر، هذا الموقف المسنود من ادارة اوباما الامريكية قد اوصل العملية السياسية الى الطريق المسدود واصدر عمليا "شهادة وفاة" تجنّز وتدفن الامل لانجازتسوية سلمية تحقن دماء الصراع وتضمن الامن والاستقرار في المنطقة. فالتعنّت الاسرائيلي الاحتلالي من جهة وتراجع الادارة الامريكية عن موقفها الاول وكأنه موقف متوازن "وعادت حليمة الى عادتها القديمة"، عادت ادارة اوباما الى تبني الموقف الاستراتيجي الامريكي الرسمي المنحاز الى جانب دعم العدوانية الاسرائيلية، كل ذلك كان عاملا اساسيا ودافعا اساسيا لاقناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان النهج الذي تبناه بالاعتماد على حسن نية المحتل وعلى وضع تسعة وتسعين في المئة من اوراق الحل بأيدي امريكا وتسليم الادارة الامريكية رسن قيادة ورعاية العملية السياسية، هذا النهج اثبت فشله واوصل العملية السياسية الى الطريق المسدود. خطأ الرئيس محمود عباس الذي لا اشك شخصيا بوطنيته وبصدق تمسكه بثوابت الحقوق الوطنية الفلسطينية، بالدولة والقدس والعودة، انه بنى سياسته على مبادئ وتكتيك يختلفان عن مبادئ وتكتيك الرئيس الراحل خالد الذكر ياسر عرفات، سياسة اشبه ما تكون من حيث تكتيكها بسياسة السادات مع فارق كبير بين خيانة السادات ووطنية محمود عباس، فقد اعتقد وآمن الرئيس محمود عباس انه اذا تصرفت السلطة الفلسطينية جيدا واخمدت انفاس المقاومة المسلحة مؤقتا وحصلت بناء على ذلك على "شهادة حسن سلوك" من المحتل الاسرائيلي والادارة الامريكية، فان الطرف الاسرائيلي – الامريكي سيتفهم الحقوق الوطنية الفلسطينية ويوافق على زوال الاحتلال الاسرائيلي الاستيطاني ويوافق على اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وضمان حق العودة!!
فشل نهج احتمال قطف الدبس من قفا النمس، على نهج مفاوضات برعاية امريكية تفرغ الحقوق الوطنية الفلسطينية من مضمونها كان احد الاسباب المركزية لاعلان محمود عباس عن عدم ترشحه لانتخابات الرئاسة في شهر يناير الفين وعشرة. ولكن هذا ليس السبب الوحيد، فمكانة ابو مازن ضعفت جماهيريا بين اوساط الشعب الفلسطيني بعد الطلب من الوفد الفلسطيني في لجنة غولدستون في جنيف العمل على تأجيل التصويت وعدم نقل التقرير الى مجلس الامن الدولي، الموقف الذي صُحّح وعُدّل فيما بعد، اضف الى ذلك المصاعب التي تضعها حالة الانقسام منذ انقلاب حماس غير الشرعي والسيطرة على قطاع غزة ونشوء سلطتين عمليا واحدة في رام الله واخرى في غزة.
لقد اوجد هذا الوضع فراغا سياسيا ينذر بمخاطر جدية. واصبحت السلطة الفلسطينية والعملية السياسية ومصيرهما في مهب الريح. وشعب قوافل الشهداء والمعاناة ومواجهة مجازر وجرائم المحتلين لن يعدم بلورة وصياغة وسائل مقاومة الاحتلال، رص صفوف المقاومة الشعبية السلمية بأوسع وحدة صف كفاحية، وشعب فجر الانتفاضات التحررية لن يتورع دفاعا عن حقه في الحرية والاستقلال من تفجير انتفاضة ثالثة.
لقد اكدنا دائما ان التحالف الاستراتيجي الاسرائيلي – الامريكي كان معنيا ان يبقى الرئيس الفلسطيني ضعيفا وان تهتز هويته الوطنية باظهاره وكأنه دمية او وكيل في خدمة المخطط الاستراتيجي الامريكي المدعوم من بعض انظمة الدواجن العربية، ولم يقدموا ما يساعدونه به من خلال انجاز الحقوق الوطنية الفلسطينية.
واليوم يحاول التحالف الاستراتيجي الاسرائيلي – الامريكي "لدغ المؤمن من جحر مرتين"، استمالة الرئيس الفلسطيني للعودة الى طاولة استئناف المفاوضات مع اسرائيل ومن خلال اغداق وعود لا تسمن ولا تغني عن جوع.

 

** مسرحية نتنياهو اوباما:

قبل الزيارة الحالية لرئيس الحكومة نتنياهو الى واشنطن بعدة اسابيع انطلقت وسائل الاعلام التضليلي الحكومي الاسرائيلي والصهيوني الامريكي باخراج مسرحية درامية ديماغوغية حول هذه الزيارة.
كان الفصل الاول من هذه المسرحية انه ليس في برنامج اوباما لقاء نتنياهو والتباحث معه ابان مؤتمر الفدرالية اليهودية. وفي الفصل الثاني ان اوباما سيلقي خطابه بعد يوم من خطاب نتنياهو. وخلق الانطباع بان تهرب اوباما من لقاء نتنياهو جاء احتجاجا على مواقف حكومة نتنياهو من الاستيطان والمفاوضات! وبعد تشغيل مكابس ضغط اللوبي الصهيوني الامريكي وبخطوة وقحة وغير دبلوماسية غيروا البرنامج بشكل يخطب فيه نتنياهو واوباما في نفس اليوم دون اعلام اوباما بذلك، واخيرا تم اللقاء بين الاثنين مصحوبا بأكاذيب تضليلية "ان ادارة اوباما قد اثبتت مرة اخرى ان واشنطن لا تقدم وجبات مجانية"!!
وحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" يوم 9-11-2009" ان تردد اوباما في لقاء نتنياهو استهدف الضغط على مواقفه، وانه طلب من نتنياهو ان يتضمن خطابه في مؤتمر الفدرالية اليهودية دعما واضحا لفكرة الدولتين للشعبين، خاصة واننا نعيش في مرحلة لا يمكن الانتظار من خلالها لشيء ما ولتقديم لا شيء في المقابل"!! وفي خطابه امام المؤتمرين في فندق "ماريوت" في واشنطن عبر نتنياهو عن تأييده لحل الدولتين والبدء بمفاوضات بدون شروط مسبقة، وانه مستعد "لتنازلات كثيرة من اجل السلام"!! وما هي التنازلات الكثيرة التي يتحدث عنها نتنياهو. فحسب ما تم الاتفاق عليه مع المسؤولين الامريكيين فقد طلب من نتنياهو القيام بخطوات تساعد الرئيس محمود عباس للمحافظة عليه مثل اطلاق سراح اسرى فلسطينيين من حركة "فتح" وازالة بعض حواجز المعاناة لتسهيل حركة المرور في الضفة الغربية المحتلة. ولكن ماذا بالنسبة للقضايا الجوهرية، للموقف من ثوابت الحقوق الوطنية الفلسطينية غير القابلة للتصرف مثل حدود الدولة الفلسطينية العتيدة، الموقف من القدس الشرقية ومن حق العودة للاجئين الفلسطينيين.
في خطابه امام المؤتمرين قال نتنياهو "ان هدفي هو تحقيق سلام دائم مع الفلسطينيين لكن القدس ستبقى عاصمة اسرائيل الابدية". فمن حيث المدلول السياسي فان هذا يعني مصادرة الحق الوطني والشرعي للسيادة الفلسطينية الاقليمية والسياسية على القدس الشرقية عاصمة دولتهم العتيدة، كما يعني مواصلة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بمسابقة الزمن في تهويد القدس الشرقية جغرافيا وديموغرافيا، مواصلة التطهير العرقي والترانسفير ضد اهالي القدس واصحابها من العرب الفلسطينيين. كما اكد في خطابه انه على استعداد لتقديم تنازلات كبيرة من اجل السلام "لكن شيئا واحدا لن اساوم او اتنازل عنه مطلقا هو امن اسرائيل" نتنياهو احد قواريط ارض اسرائيل الكبرى، فان للامن لديه مفهوما كولونياليا. ويقصد من وراء هذا الموقف ان يكون أي كيان فلسطيني سيقوم مفروزا من السلاح لضمان الامن الاسرائيلي والاصح ليبقى هذا الكيان الهش تحت رحمة وسلبطة التهديدات الاسرائيلية. كما يدخل في مفهوم الامن تحويل جدار الضم والعزل العنصري الى حدود اسرائيل السياسية مع الكيان الفلسطيني وضم الكتل الاستيطانية الى اسرائيل. كما يدخل في حماية الامن الاسرائيلي اشتراط يهودية الدولة على الطرف الفلسطيني لصيانة اسرائيل وتطهيرها عرقيا بالتخلص من "الغوييم العربوشيم" في اطار تنقية البيئة! 
ان نتنياهو لم يذكر في خطابه الموقف من الاستيطان والنشاط الاستيطاني، ولكنه اكد لمقربيه في واشنطن (انظر "يديعوت احرونوت" 10-11-2009" خلال الستة عشر عاما الاخيرة لم يطرح طلب تجميد البناء كشرط للدخول في المفاوضات، ولم يكن هناك استعداد اسرائيلي لكبح جماح البناء الاستيطاني قبل الدخول في مفاوضات" وعمليا شرط نتنياهو باقامة دولة فلسطينية بحدود مؤقتة معناه ترك الحبل على الغارب في ايدي المحتل الاسرائيلي لفرض سياسة الامر الواقع في المجال الاستيطاني، مواصلة توسيع وتكثيف النشاط الاستيطاني.
كما ان اشتراط بدء استئناف المفاوضات من نقطة الصفر وليس من النقطة التي انتهت اليها المفاوضات مع حكومة اولمرت السابقة يعكس حقيقة محاولة العودة الى مفاوضات "طحن الماء" التي اوصلت حتى اليوم الى الطريق المسدود. اما بالنسبة لحق العودة للاجئين الفلسطينيين فان هذا الموضوع غير مطروح على اجندة حكومة الاحتلال والجرائم من منطلق الرفض المطلق لحق العودة للاجئين الى مسقط رأس الآباء والاجداد.
إننا لا ننتظر ان يعود نتنياهو من ضيافة المنظمات الصهيونية واوباما حاملا معه حمامة السلام او أي بوادر تبعث على التفاؤل. ولهذا، فالقضية وسبل معالجتها لمواجهة التحدي الاسرائيلي – الامريكي تبقى بأيدي الشعب العربي الفلسطيني وفصائله الوطنية. وكل ما نتمناه كأبناء لهذا الشعب المنكوب بجرائم الاعداء المحتلين وظلم ذوي القربى ان ينهض من تحت الركام وبقوة كما عوّد العالم اجمع، متغلبا على انقساماته ومشاكله وصاقلا وحدته الكفاحية المتمسكة بثوابت حقوقه الوطنية لمواصلة كفاحه العادل من اجل التحرر والدولة والقدس والعودة.

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
commentaires

Haut de page